بين أنياب الدنيا
عبد الرحيم محمد صالح
تقايضنا الدنيا بشبابنا مقابل ملذاتها وتُرضِع شهواتنا بملاحقتها وتشحن بطاريات أدمغتنا بسرابها! نهرع لاهثين وراء الثراء السريع، السيارات السريعة، وكذا الهواتف حتى الوجبات السريعة تشدنا بعبارات "فلان عَبَر"، فتجثم بركبتيها على أكتافنا تُبَخِرنا بمستكا رغد العيش والأطايب والملذات وتلهينا بتأمين المستقبل وهي تلتهم أعمارنا ونحن نتشرَّب بالخطايا مسلوبي الروح وغارقين في الخواء نركل النعمة ونتشبث في ملذاتها كقرادة في أست بعير. تلبسنا أوشحتها المظرزة وترفدنا بتقنيات تطوي الزمن وحين يدركنا الوقت نحمل عبء الأمانة ويرقبنا الموت للانقضاض وتحين لحظة الفراق الأخير نحدق بأعيننا لأعلى والبصر شاخصاً بين عالمين لا نردّ ولا نجيب فترعص أروحنا خارج أجسادنا ذاهبة إلى حيث أتت، يُدفن الجسد في أصله الذي خُلق منه .تدور علينا عقارب الزمن فنصير مثل أجمة من نبات بري زحفت عليه الرمال وكتابة منسية على شاهد قبرٍ قديم!
No comments:
Post a Comment